يعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عن بالغ قلقه من التدهور المتصاعد في وضع الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية, فقد ظهرت ليلة أمس هذه الكلمات على الصفحة الرئيسية لموقع وكالة رامتان المستقلة, والتي تقدم خدمات إخبارية وإعلامية لمحطات تلفزة عربية ودولية, و تتخذ من القاهرة مقرا رئيسيا لها ولديها مكاتب عددة مدن فلسطينية, وفي العديد من العواصم العربية مثل الكويت و اليمن, "رامتان تعلق العمل في مكاتبها في الأراضي الفلسطينية احتجاجا على المضايقات التي تتعرض لها مكاتبها في الضفة الغربية."

وقال المدير الاقليمي لرامتان في الضفة الغربية والقدس عصام عكرماوي ان هذا الاجراء جاء احتجاجا على المماطلة في منح الترخيص للوكالة من قبل المؤسسات الفلسطينية المختصة, رغم تقدمها بطلب للترخيص منذ حوالي العام, بالاضافة الى المضايقات التي تعرض لها بعض العاملين في الوكالة, وعدم تقديم التسهيلات اللازمة لعملها.

من جهة اخرى قام جهاز الامن الوقائي في مدينة طولكرم ظهر اليوم باعتقال مدير مكتب تلفزيون الاقصى في الضفة الغربية محمد اشتيوي, الذي تعرض للاعتقال الشهر الماضي, كما استدعي للتحقيق عدة مرات خلال الشهر الجاري.

من جهة اخرى تعرض الصحفي علاء سلامة الذي يعمل مع إذاعة القدس التي تبث من مدينة غزة, الى الضرب والاهانة يوم امس, من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في مدينة رفح.

وفي رام الله تم اعتقال مراسل صحيفة الجزيرة السعودية ومجلة البيان اللندنية نائل محمود نخلة بعد استدعائه للتحقيق من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية في مدينة رام الله يوم الخميس الماضي (27/11), واطلق سراحه بعد ظهر امس.

ان هذا التدهور الجديد يأتي كانعكاس للتوتر المتصاعد بين حركتي فتح وحماس على اثر فشل جلسة الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية التي كانت مقررة في التاسع من الشهر الجاري, وعلى اثر الأزمة المتصاعدة حول قضية سفر الحجاج من قطاع غزة إلى الأراضي السعودية.

ان مركز مدى اذ يدين هذه الانتهاكات الصارخة للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية, فانه يدعو الطرفين إلى التوقف عنها, وعدم زج الصحفيين ووسائل الإعلام في الخلافات الداخلية, كما يدعو الى إطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية في الضفة والقطاع, والسماح للصحفيين ووسائل الإعلام للعمل بحرية وأمان.
---------------