لقد شهد الشهر الماضي المزيد من انتهاك الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية من قبل القوة التنفيذية بشكل خاص, وأجهزة الأمن الفلسطينية, بالإضافة إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي كما لم يطرأ أي تغير على وضع وسائل الإعلام, التي أغلقت من قبل الطرفين, أو منعت من التوزيع, سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وفي تطور مقلق وانتهاك خطير للقانون الفلسطيني الأساس الذي يضمن حرية الرأي والتعبير, أعلنت القوة التنفيذية في الحادي عشر من آب, عن حظر المسيرات الجماهيرية في قطاع غزة إلا بعد الحصول على إذن مسبق, مدير شرطة نابلس هو الآخر أصدر أمرا مشابها في الثاني والعشرين من آب, الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور وضع الحريات العامة, وحرية الرأي والتعبير, وينذر بتصاعد انتهاك الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية.
لقد برزت ظاهرة جديدة في قطاع غزة, وهي إقامة صلاة الجمعة في ألاماكن المفتوحة, والانطلاق بمسيرات جماهيرية بعد انتهاءها, بمبادرة من حركة فتح, وقد ردت حماس بتفريق المشاركين فيها بالقوة, ولأنها لا تريد إن يغطي الإعلام ذلك, فقد لجأت إلى الاعتداء عليهم ومنعهم من التصوير والاستيلاء على الأشرطة المصورة, (رغم تأكيد المسئولين في القوة التنفيذية على احترامهم لحرية الرأي والتعبير), إن هذا الشكل الجديد من أشكال التنافس بين حركتي فتح وحماس لكسب الشارع والرأي العام, سيقود إلى تصاعد الصراع بينهما, وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الاعتداءات على الصحفيين, واستمرار انتهاك حرية الرأي والتعبير, والى ازدياد حدة (المعركة) الإعلامية بينهما, وما يرافقها من تحريض وتضخيم للأحداث وتشويه للمعلومات, من قبل وسائل الإعلام الموالية للحركتين.

إن مركز مدى اذ يدين كافة الاعتداءات على الصحفيين فانه:
- يطالب بملاحقة المسئولين عن الاعتداءات على الصحفيين وتقديمهم إلى العدالة.
- يجدد دعوته لحكومتي سلام فياض وإسماعيل هنية, إلى احترام حرية الرأي والتعبير, وتمكين وسائل الإعلام, التي أغلقت او منعت من التوزيع في شهر حزيران الماضي, من العودة إلى العمل بحرية.
- يجدد دعوته للصحفيين ولوسائل الإعلام, الالتزام بالمعايير المهنية.
- يدعو المجتمع الدولي للضغط على حكومة إسرائيل, من اجل وقف انتهاكاتها للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطيني المحتلة.
----------------
ملخص التقرير الشهري

1. (1/8)- منع بث برنامج خط احمر والذي يقدمه الكاتب الصحفي حسن الكاشف في فضائية فلسطين من مدينة غزة, من قبل وزارة الإعلام في حكومة إسماعيل هنية المقالة, عبر استوديوهات وكالة رامتان, يذكر ان تلفزيون وفضائية فلسطين قد توقفت عن البث من مدينة غزه منذ الرابع عشر من حزيران الماضي, بعد سيطرة حماس على قطاع غزة ومحاصرتها لمبنى التلفزيون.
2. (7/8) - اعتقال مدير مكتب البيان للصحافة جهاد شحادة من بيته في قرية جماعين (سلفيت), من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية, يذكر ان مكتبه تم اقتحامه مرتين في الرابع عشر والعشرين من شهر حزيران الماضي, من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
3. (13/8)- اعتقال مراسل صحيفة الرسالة وعدد من المواقع الإخبارية مصطفى صبري, من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية من منزله في مدينة قلقيلية.
4. (11/8)-اعتقال مصور وكالة رامتان رائد كفارنة, واحتجازه لعدة ساعات والاعتداء عليه بالضرب من قبل القوة التنفيذية, وذلك أثناء تغطيته لمداهمة القوة التنفيذية لحفل زفاف في مدينة بيت حانون.
5. (13/8)- منع الصحفيين من تغطية اعتصام القوى الوطنية في مدينة في مدينة غزة, من قبل القوة التنفيذية, والاعتداء على مصور قناة ابو ظبي محمد صالحة ومصادرة كاميرته, واحتجاز مصور وكالة رامتان احمد الراس لفترة وجيزة من الوقت, حيث أطلقت سراحه بعد مصادر شريط كاميراته, ومداهمة مكتب قناة العربية, والاستيلاء على الأشرطة, التي تحتوي على صور الاعتصام.
6. (17/8) -إصابة مصور وكالة ابولو ايمن النوباني, وطاقم وكالة رامتان كمال الازرق, بكر ابو ارجيلة, وفادي عيد, بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز, أثناء تفريق قوات الاحتلال الإسرائيلي, للمسيرة الأسبوعية المناهضة لجدار الفصل العنصري, في قرية بلعين.
7. (24/8)- اعتقال: مصور شركة زووم للإنتاج التلفزيوني خالد بلبل و(الاعتداء عليه), مصور وكالة فرانس برس محمد البابا، مصور قناة روسيا اليوم مصطفى البايض، ومصور القناة الفرنسية الثانية إبراهيم دهمان، وذلك أثناء تغطيتهم لتفريق القوة التنفيذية, لمسيرة نظمتها حركة فتح في مدينة غزة حيث تم احتجازهم لمدة ساعة في احد مكاتبها, وأطلق سراحهم بعدها, والاعتداء على ومحاولة اعتقال مصور وكالة رويتر عبد ربه شناعة, حيث حاول الصحفيون عادل الزعنون مراسل تلفزيون فلسطين ووائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة واشرف الهور مراسل صحيفة القدس العربي, إقناع أفراد القوة التنفيذية بعدم اعتقاله, إلا أنهم أصروا على ذلك (كسرت أجزاء من كاميرا شناعة أثناء ذلك), عندها اندفعت مجموعة كبيرة من الناس وأبعدوه عنهم, فقاموا بإطلاق النار باتجاه الصحفيين الأربعة، كما تم الاعتداء على مصور شركة فلسطين للإنتاج الإعلامي احمد حسونة وتخريب كاميراته, ومصور قناة العربية جمال أبو نحل.
8. (25/8)- مداهمة منزل عضو مجلس نقابة الصحفيين صخر أبو عون, في مدينة غزة ومحاولة اعتقاله من قبل القوة التنفيذية, إلا ان تدخل عدد من الصحفيين, الذين تواجدوا في المنزل, أدى إلى تراجعهم عن اعتقاله.
9. (30/8)- تحويل مدير مكتب صحيفة فلسطين في الضفة الغربية وليد خالد, إلى قسم العزل في سجن الرملة, من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي, وكان خالد قد اعتقل في 18/5/2007, وتم تحويله للاعتقال الإداري في السابع من حزيران الماضي.

10. (31/8) - إصابة مصور التلفزيون الفرنسي فريد باك, ومراسلته بربارا لور بجراح طفيفة, من شظايا قنبلة صوت, أطلقها احد عناصر القوة التنفيذية, لتفريق مسيرة لفتح في مدينة غزة, والتي انطلقت بعد أداء المشاركين فيها لصلاة الجمعة, كما منعت بعض الطواقم الصحفية من تغطية المسيرة.