إبلاغ عن انتهاك

الرئيسية تقارير شهرية اخر الأخبار   طباعة الصفحة

انتهاكات الحريات الاعلامية في فلسطين خلال ايلول 2014

مدى:انتهاكات اسرائيلية وفلسطينية متجددة ضد حرية الصحافة والتعبير خلال الشهر الماضي

 

رام الله- (3-10-2014)- "مدى" - شهد شهر ايلول2014، عددا محدودا من الانتهاكات ضد الاعلاميين مقارنة بشهري تموز وآب اللذان سبقاه وكانا الاشد عنفا والأكثر دموية في تاريخ الصحافة الفلسطينية حتى تاريخه، نظراً لما ارتكبه جيش الاحتلال الاسرائيلي من جرائم وانتهاكات خلال عدوانه على قطاع غزة ما أسفر في محصلته عن استشهاد 17 صحافيا وعاملا في الاعلام فضلا عن الجرحى وعمليات التدمير التي طالت العديد من المؤسسات الاعلامية.

 

ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" خلال شهر ايلول مجموعة من الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية وحرية التعبير ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي وجهات فلسطينية، وقد سجلت جميعها في الضفة الغربية، حيث استهدف قسم من هذه الانتهاكات صحافيين وإعلاميين، بينما جاء القسم الاخر من هذه الانتهاكات مرتبطا بحق المواطنين في التعبير عن آرائهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (الاعلام الاجتماعي).

 

الانتهاكات الاسرائيلية:

واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتها  ضد الصحافيين الفلسطينيين وكان أخطرها استهداف جنود الاحتلال مصور وكالة الصحافة الفرنسية حازم بدر (47 عاما) واصابته برصاصة اثناء وقوفه في احد الشوارع عقب انتهائه وصحافيين آخرين من تغطية عمليةٍ قتل جنود  الاحتلال خلالها اثنين من الشبان الفلسطينيين في مدينة الخليل يوم 23/9،  وكذلك  احتجاز جنود الاحتلال يوم 20/9 مراسل قناة "رؤيا" الصحفي احمد براهمة (24 عاما) ورئيس شبكة زينة القدس الاعلامية رياض قادرية نحو خمس ساعات وحققوا معهما واعتدوا عليهما بالضرب بينما كانا متجهين لجولة ميدانية للإعلاميين في مدينة القدس، كما اعتدى جنود الاحتلال يوم 24/9 على المصور التلفزيوني لقناة "الفلسطينية" الصحفي في موقع "بانيت" احمد عثمان جلاجل (35 عاما) والمصورة الصحافية في وكالة "قدس نت" ديالا جويحان وحاولوا منعهما من تغطية الاجراءات التي كانت اتخذتها شرطة الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس خلال احتفالات بأعياد يهودية نظمت في المدينة.

 

 الانتهاكات الفلسطينية:

اعتقل جهاز المخابرات الفلسطينية يوم (7/9) مراسل موقع اصداء قتيبة صالح (26 عاما) وتم احتجازه نحو 24 ساعة والتحقيق معه وسؤاله عما ينشره على "الفيسبوك كما اعتقل جهاز المخابرات الفلسطينية والامن الوطني الفلسطيني، يوم (19/9) المنتج في قناة تلفزيون "فلسطين اليوم" مجاهد محمد السعدي (26 عاما) من منزله بمدينة جنين، واحتجزه لمدة 36 ساعة تقريبا وحقق معه على خلفية تعليقات كتبها على موقع "فيسبوك" ايضا، كما اعتقلت المخابرات الفلسطينية في طولكرم الصحفي الحر يزيد خضر (50 عاما) نحو 24 ساعة بعد ان كانت استدعته وحققت معه، وجرى اعتقال الطالب في كلية الصحافة في جامعة بيرزيت رئيس نادي الاعلام في الجامعة براء محمود القاضي  (22 عاما) من قبل جهاز الامن الوقائي لمدة تسعة ايام على خلفية كتابته ونشره مواد على موقع فيسبوك، فضلا عن اعتقال عدد اخر من المواطنين ارتباطا بكتاباتهم على "فيسبوك".

 

التوصيات

ان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" واذ يدين كافة الانتهاكات والاعتداءات على الصحافيين والإعلاميين والناشطين، فانه يطالب المجتمع الدولي مجددا بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال لوقف الاعتداءات على الصحفيين وضمان حقهم في تغطية الاحداث والتعبير عن آرائهم.

كما ويؤكد مجددا على ضرورة وقف ملاحقة الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية، خاصة وان القانون الاساس يكفل حرية التعبير، وانه لا يوجد ما يبرر سياسة الاعتقال ما دام القانون يكفل حق التقاضي للجميع، كما وان الاتجاه العالمي يسير باتجاه التخلي عن هذه السياسة، وهو ما تم تكريسه في التشريعات القانونية لدى الكثير من الدول، كما يدعو الصحفيين والنشطاء للارتقاء بلغة النقد والحوار، والابتعاد عن استخدام لغة التخوين والتكفير والسب والشتم.

 كما ويعرب عن قلقه ورفضه لطرد مراسلة صحيفة "هآرتس" الاسرائلية عميرة هس المعروفة بتغطياتها الصحافية المهنية لانتهاكات حقوق الانسان في فلسطين المحتلة، من مؤتمر عقد في جامعة بيرزيت، وإقدام حراس جامعة النجاح الوطنية على مهاجمة مجموعة من الطلبة الذين كانوا اعتصموا احتجاجا على زيارة وفد من القنصلية الاميركية للجامعة وقمعهم ما ادى لكسر يد الطالب محمد ابو عواد (ممثل كتلة الوحدة الطلابية في مجلس الطلبة) وإصابة آخرين، خاصة وان الحريات يجب ان تكون مكفولة للجميع في حرم الجامعات.

 

تفاصيل الانتهاكات:

 (6/9) استدعى جهاز الامن الوقائي الصحفي الحر مصعب ابراهيم سعيد (24 عاما) من بلدة بيرزيت على خلفية مشاركته في مسيرات نظمت في رام الله كما يبدو حيث افاد مركز مدى: "في هذا اليوم (6/9) استلمت تبليغا بضرورة الحضور انا وشقيقي لمقر الأمن الوقائي في اليوم التالي، بالإضافة لأربعة شبان آخرين من نفس بلدة بيرزيت حيث أسكن. لم يذهب أي شخص منا إلا أن جهاز الأمن الوقائي قام باعتقال أحدنا، وهو أيمن أبو عرام ويبلغ من العمر 26 عاما وهو مصور هاوٍ ويعمل بشركة تجارية. وقد تم احتجازه والتحقيق معه لمدة 30 ساعة وقاموا بعدها بإطلاق سراحه. أما أنا فقد قاموا بالاتصال بي أكثر من مرة إلا أنني لم أجب على مكالماتهم حيث أنني أعرف الأرقام الخاصة بالجهاز"(حتى يوم 2/10 لم يتم الاتصال به من الامن الفلسطيني كما قال في متابعة لاحقة معه).

واضاف: "حسب ما قال أبو عرام فإن التحقيق معه تمحور حول مشاركته في مسيرات التضامن مع قطاع غزة في الفترة الأخيرة ومشاركته في التصوير خلال مهرجان التضامن مع حماس الذي نٌظم يوم السبت بتاريخ 31/8 في رام الله".

(7/9) اعتقل جهاز الامن الوقائي المواطن اصلان فائق الطويل (38 عاما) من قرية فرعتا بمحافظة قلقيلية على خلفية كتاباته على موقع فيسبوك ووجهت له تهمة /اثارة الفتنة والنعرات الطائفية بين عناصر الامة/ حيث افاد مركز مدى: "يوم الأحد بتاريخ 7/9 تلقيت بلاغا من أجل مراجعة مركز الامن الوقائي في مدينة قلقيلية، ويوم الاثنين 8/9 توجهت للمقر حسب المطلوب. في البداية حقق معي المستشار القانوني لمدة ساعة وقد تمحور التحقيق حول مواضيع قديمة مثل انتمائي السياسي والمشاركة في فعاليات تخص حركة حماس، وفي نهاية التحقيق وجه لي تهمة حول كتابة انتقادات للرئيس وللسلطة (الفلسطينية) على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك واتهمني بتهمة /إثارة الفتن والنعرات الطائفية بين عناصر الامة/".

واضاف: "عند النيابة العامة تم تمديد اعتقالي لمدة 48 ساعة، وبعدها بيومين تم (مجددا) تمديد اعتقالي لـ 15 يوما عند القاضي، وبعد أربعة أيام أُعيد عرضي على القاضي الذي وجه لي سؤالا عما إذا كنت مذنباً أم لا، وكانت إجابتي (في حينها) لا، مما أدى لإيقافي بقرار من القاضي حتى يوم 11/11 ورفض إخلاء سبيلي رغم طلب تقدم به المحامي غسان البرغوثي".

وقال اصلان الطويل: "لكن بعد أن سُمح لي بالاتصال مع زوجتي طلبت المساعدة من شقيقها، وبدوره استعان بشخصيات رفيعة المستوى وتم إخلاء سبيلي بكفالة عدلية قيمتها ألف دينار يُدفع منها 370 شيقلا مرفقة بتوقيع تعهد يقضي بعدم /إثارة الفتن بين عناصر الأمة/، وتحديد موعد لجلسة محاكمة أخرى بتاريخ 11/11/2014".

 

 (7/9) اعتقل جهاز المخابرات في مدينة بيت لحم مراسل موقع "اصداء" الناشط السياسي قتيبة صالح قاسم (26 عاما) من منزله بمدينة بيت لحم مساء يوم الأحد (7/9) بعد ان طلبوا منه ان يتوجه معهم لمقر المخابرات لمدة خمس دقائق حيث افاد قاسم مركز مدى: "من لحظة اعتقالي مساء الأحد (7/9) حتى فجر يوم الاثنين (8/9) كان التحقيق مستمرا معي في محاولة منهم لإيجاد علاقة تربط بيني وبين حركة حماس، وقد سُئلت عن كتاباتي على موقع فيسبوك وان هناك العديد من الكتابات الـ /Tag/ التي يقوم أصدقائي بنشرها على صفحتي تُبين أنني تعرضت للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية".

واضاف: "ظهر يوم الاثنين (8/9) جلس معي المستشار القانوني للجهاز والذي هددني بالحبس وأنني سآخذ حكما، لكنه تم إخلاء سبيلي على أن أعود في اليوم التالي، وقد تكرر الموضوع أيام الثلاثاء والخميس حيث كنت أذهب للمقر في الساعة الـ 10:30 صباحا وابقى هناك حتى الـ 2:30 من بعد الظهر ولكن دون تحقيق وتم إخلاء سبيلي على أن أعود يوم الأحد بتاريخ 21/9 وقد ذهبت حسب الموعد حيث مكثت لمدة ساعتين ولم يحققوا معي خلالها او يسألوني اي شيء وبعدها اعادوا لي هويتي (البطاقة الشخصية التي سلمتها عند وصولي كما هي العادة) وغادرت ولم يطلبوا مني مراجعتهم او اي شيء".

 

 (12/9) اصيب المصور الصحفي في وكالة "بالميديا" عامر عابدين (34 عاما) بحجر شاب فلسطيني(دون قصد) خلال تغطيته مواجهات وقعت في مدينة الخليل حيث افاد مركز مدى: "بعد تشييع جثمان الشهيد الجعبري في هذا اليوم (21/9)، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات من جيش الاحتلال في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل، وأثناء ضرب الشبان للحجارة بواسطة المقاليع أُصبت بحجر في ساقي اليسرى تحت الركبة مباشرة، ولم تكن الإصابة بسيطة حيث تلقيت الإسعاف الميداني في سيارة الإسعاف على أن أتوجه للمستشفى في حال استدعى الأمر ذلك".

 

 (13/9) اعتقل جهاز الامن الوقائي المواطن رائد رفيق القبج (42 عاما) وهو صيدلاني وذلك على خلفية كتاباته على "فيسبوك" حيث افاد القبج مركز مدى: "بتاريخ 13/9 عند حوالي الساعة السابعة مساء وأثناء تواجدي بالصيدلية (الصيدلية خاصته)، دخل شخص وعرف على نفسه بأنه من جهاز الأمن الوقائي وقال بأن لديه أمرا باعتقالي ولم يكن معه أي أوراق رسمية. لم أوافق على ترك الصيدلية، وانتظرت أن تَحُل زوجتي مكاني نحو نصف ساعة. خرجت معه (رافقته) لمقر الأمن الوقائي في منطقة البالوع، ومن هناك تم ترحيلي لمركز الأمن الوقائي في بلدة بيتونيا وذلك بعد حوالي ربع ساعة. وقد تم تسليم الأمانات في مركز بيتونيا وإيداعي في زنزانة لمدة نصف ساعة، وبعدها خضعت للتحقيق من محققين اثنين بتهمة /قدح وذم مقامات عليا/ وذلك بسبب بعض المنشورات التي قمت بنشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خلال فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان مع المحقق نسخة منها (من منشوراتي) تمت طباعتها عن ملفي الخاص على موقع الفيسبوك وقد تم التحقيق معي على أساس أنني كنت أقصد الرئيس أبو مازن بهذه الكتابات ولكنني قمت بتوضيح من كان المقصود بكل واحدة منها، كما سألوني أيضا عن انتمائي السياسي، وإذا ما تم اعتقالي سابقا عند الجانب الإسرائيلي".

واضاف القبج: " يوم الأحد 14/9 في الساعة الثامنة صباحا تم عرضي على النيابة العامة، وقررت تمديد اعتقالي لمدة 48 ساعة، وبعد انقضاء اليومين أي يوم الثلاثاء، تم عرضي على المحكمة بوجود قاضي الصلح، وبشكل سريع جدا مدد اعتقالي 15 يوما، وفي اليوم التالي تم عرضي مجددا على المحكمة وبعد نقاش بين المحامي والقاضي حول التهمة الموجهة لي وافق القاضي عل إخلاء سبيلي بكفالة عدلية مقدراها 1000 دينار وبضمان محل إقامتي، على ان تدفع في حال تخلفي عن حضور الجلسة القادمة في الموعد الذي تم تحديده وهو 23/11/2014. وتم إخلاء سبيلي عصر يوم الأربعاء (17/9)".

 

 (14/9) اعتقلت قوة من جهاز الأمن الوقائي براء محمود القاضي (22 عاما) وهو طالب في كلية الصحافة بجامعة بيرزيت ورئيس نادي الإعلام في الجامعة من منزله بتهمة " ذم السلطة العامة" من خلال نشره مواد صحافية على موقعه على فيسبوك لمدة تسعة ايام حيث افادت شقيقته تسنيم القاضي مدى: " اعتقل جهاز الامن الوقائي براء من المنزل في مدينة البيرة يوم الأحد (14/9)، وتم تمديد توقيفه لمدة 24 ساعة على ذمة التحقيق، كما أمرت النيابة العامة يوم الثلاثاء (16/9) بتمديد توقيفه لمدة 15 يوم وأكدت المحكمة على ذلك"

واضافت تسنيم شقيقة براء: " وجهت لبراء تهمة /ذم السلطة العامة/ بعد أن قام بنشر كتابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ومواد صحفية كانت نشرت على مواقع الكترونية مثل شبكة قدس ووكالة وطن، أي انها تهم على خلفية تعبيره عن رأيه السياسي".

وأفاد المحامي مهند كراجة من مؤسسة الضمير الذي تابع وزميله المحامي أنس البرغوثي قضية الطالب براء القاضي مركز مدى بأنه "تم تقديم طلب إخلاء سبيله يوم الخميس الماضي (18/9) إلا أنه قوبل بالرفض  وتم تقديم طلبا ثانيا لإخلاء سبيل براء بالكفالة ونحن بانتظار الرد".

وقال المحامي كراجة بانه "تم منعنا من زيارته (براء القاضي) حتى صباح اليوم (الاحد 21/9) وقد قمت بزيارته بتنسيق من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ونتيجة للضغط الإعلامي".

وبتاريخ (24/9) أفاد المحامي مهند كراجة مركز مدى انه "تم الإفراج عن براء يوم الثلاثاء 23/9 بعد أن وافق القاضي على إخلاء سبيله بكفالة شخصية بعد أن تقدمنا بطلب إخلاء السبيل يوم الأحد الماضي، ووافقت محكمة صلح رام الله على إخلاء سبيل براء القاضي بكفالة شخصية قيمتها (5000) دينار تدفع في حال تخلف براء عن حضور جلسة المحكمة القادمة التي ستبلغنا بموعدها المحكمة لاحقا".

وأفاد براء لمركز مدى بتاريخ 30/9 أنه قد وُجهت له تهمة "ذم السلطة العامة" أثناء الاعتقال بعد أن قام بشتم ضابط في الشرطة الفلسطينية الخاصة على الفيسبوك ووصفه بأنه "أحمق" على أثر مشادة كلامية حدثت بين براء وبين الضابط بعد زيارة وفد إسرائيلي للأراضي الفلسطينية بداية سنة 2014 على حد قول براء نفسه، بالإضافة لنشر مواد صحفية كانت نُشرت على مواقع الكترونية مثل "شبكة قدس" و"وكالة وطن" ومنها مقالة بعنوان "عادل وعماد عوض الله قضية نخاف سردها" ، وقال: "كان التحقيق حول انتمائي السياسي في الجامعة وحول علاقتي بابن عمي المبعد إلى قطاع غزة، وأيضا حول رئاستي لنادي دائرة الإعلام في الجامعة وكيف وصلت لها ومن يمولني، بالإضافة للمسيرات والفعاليات التي أشارك فيها والتي غالبا ما تكون منظمة من قبل القوى الوطنية حيث أنني لا أنتمي لأي فصيل سياسي ولا أشارك في المسيرات الحزبية".

 وعن وضعه اثناء اعتقاله قال براء بأنه "طوال فترة الاعتقال كنت في زنزانة طولها مترين ولا يتجاوز عرضها المتر الواحد وفي ظروف سيئة جدا من ناحية صحية حيث أنها متسخة جدا إلا أنني لم أتعرض للضرب مطلقا وتلقيت معاملة جيدة بشكل عام.

 

 (19/9) اقتحمت قوة من جهازي المخابرات الفلسطينية العامة والامن الوطني الفلسطيني عند الثانية عشرة والنصف من فجر يوم الجمعة (19/9) منزل عائلة المنتج في قناة "فلسطين اليوم" التلفزيونية مجاهد محمد السعدي (26 عاما) بمدينة جنين ومن ثم توجهوا الى منزل اشقائه حيث تم اعتقاله بعد ان قام عناصر الامن الفلسطيني بخلع الباب الرئيسي وإلقاء قنابل صوت حيث افاد السعدي مركز مدى: "اقتحمت قوة من جهاز المخابرات العامة وجهاز الامن الوطني منزل اهلي الكائن في /حي السعادة/ عند الساعة الثانية عشرة والنصف من فجر يوم الجمعة (19/9) وعندما لم يجدوني هناك توجهوا لمنزل أشقائي الكائن بحي /خلة الصباحة/ وقد تم خلع الباب الرئيسي وضرب قنابل الصوت لمدة عشر دقائق قبل أن أفتح الباب، وعندما طلبوا مني تفتيش المنزل، طلبت منهم ان يظهروا أمرا رسميا بذلك ولكن أحدهم قام بدفعي وأوقعني على ظهري وتبين لي أن أمر التفتيش الموجود معهم كان يخص منزلي الخاص وليس منزل أخوتي أو أهلي".

واضاف السعدي: "تم سحبي بالقوة لسيارة الأمن الوطني بعد أن رفضت السير بإرادتي، وقيدوا يداي للخلف واقتادوني لمقر جهاز المخابرات في مدينة جنين بحي الجابريات. هناك وُجهت لي تهمة /شتم وتخوين عزام الأحمد/ (احد المسؤولين في السلطة واحد قادة حركة فتح) حيث كنت قد عملت مقابلة معه يوم الخميس (18/9) حول استمرار مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والإجراءات التي ستتخذها السلطة في ظل استمرار هذه الاعتداءات.. بعد انتهاء فعالية إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في مدينة جنين".

واضاف: "ولأنني قمت بوضع صورة لصحفي إسرائيلي كان متواجد في المكان أثناء إجرائي للمقابلة، حيث اجرى هو الاخر (الصحفي الاسرائيلي) مقابلة مع عزام الأحمد حول نفس الموضوع ، ولانني قمت بوضع صورة هذا الصحفي الاسرائيلي على صفحتي الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كما قمت بإرفاق تقريره (تقرير الصحفي الاسرائيلي) مع الصورة وكتبت عليها كلمة /خيانة/ تم اعتقالي، وطلبوا تقديمي للنيابة العامة بتهمة التخوين، كما طلبوا مني أن أُسقط تهمة الخيانة عن عزام الأحمد. ولكني تفاجأت بعد ساعة من الزمن بأنهم طلبوا مني أن أكتب بنفسي إفادتي وأقوم بالتوقيع عليها ليتم إطلاق سراحي، ولكني رفضت وقمت بالتوقيع على إفادة كُتبت من قبلهم طالما لم تتعارض مع أقوالي وتم إطلاق سراحي مساء السبت (20/9) ".

 (20/9) احتجز جنود الاحتلال الاسرائيلي مراسل قناة "رؤيا" الصحفي احمد براهمة (24 عاما) نحو خمس ساعات وحققوا معه واعتدوا عليه بينما كان في طريقه للمشاركة في جولة ميدانية نظمت للاعلاميين في مدينة القدس حيث افاد براهمة مركز مدى:"أثناء توجهنا لمدينة القدس من أجل المشاركة في جولة ميدانية نظمت للإعلاميين في مدينة القدس المحتلة تحت عنوان /هنا العاصمة/، وكنت أنا وزميلي رياض قادرية وهو رئيس /شبكة زينة القدس الاعلامية/ المُنظمة لهذه الجولة. تم إيقافنا من قبل قوات جيش الاحتلال حين وصلنا حاجز الزعيم شرق القدس وتم احتجازنا في أحد الكرافانات الموجودة على الحاجز من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية والنصف من بعد الظهر حيث تم اطلاق سراحنا".

واضاف:" خلال فترة احتجازنا تم احتجاز بطاقاتنا الشخصية وهواتفنا النقالة ايضا، وقد تخلل فترة الاحتجاز التحقيق معنا حول أسباب توجهنا للفعالية المقامة ومع من نعمل، كما تعرضت للضرب على صدري (من قبل احد الجنود) ولا زلت أتألم جراء ذلك حتى اللحظة ( اخذت الافادة في اليوم الثاني للحادثة) وسأراجع المستشفى".

(23/9) اصيب المصور الصحفي في وكالة الانباء الفرنسية حازم جميل بدر (48 عاما) برصاصة اطلقها جنود الاحتلال نحوه بعد ان كان فرغ من تغطية عمليةٍ قتل خلالها جنود الاحتلال شابين من مدينة الخليل يوم 23/9 حيث افاد بدر مركز مدى: "أثناء تواجدنا في منطقة /بئر المحجر/ بمدينة الخليل من أجل تغطية الأحداث حيث تم اغتيال الشابين عامر أبو عيشة ومروان القواسمي في تلك المنطقة، كانت قوة من جيش الاحتلال قد انسحبت من الموقع تاركين خلفهم سيارات الإسعاف والدفاع المدني التابعة لبلدية الخليل بعد أن شب حريق في المحلات والبيوت نتيجة اقتحامهم واستهدافهم لها، وكنا قد انتهينا من التصوير والتغطية وكنت أقف مقابل المحلات المشتعلة  في شارع يقدر عرضه بنحو 12 م تقريبا وإذا برصاصة أُطلقت علي  (لا زلت أجهل نوعها) قد أصابتني بساقي اليمنى من الخلف وارتدت لتصيب ركبة رجلي اليسرى على الرغم من تواجدي بعيدا نوعا ما عن المحلات و برغم ارتدائي للزي الصحفي والدرع الواقي والكمامة".

واضاف بدر: "تلقيت الإسعاف الميداني داخل سيارة الإسعاف وتوجهت بعدها لمركز الهلال الأحمر حيث تم إعطائي العلاج اللازم".

 

(24/9) اعتدى جنود الاحتلال على الصحفي احمد عثمان جلاجل المصور التلفزيوني لقناة الفلسطينية وهو يصور ايضا لموقع "بانت" (35 عاما)، ومصورة ومراسلة وكالة "قدس نت" ديالا جويحان وكلاهما من مدينة القدس وذلك في محاولة من رجال الامن والشرطة الاسرائيلية منعهما من تغطية اجراءات كانت اتخذتها الشرطة خلال احتفالات باعياد يهودية نظمت بالقدس، حيث افادت جويحان مركز مدى: "اغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أبواب ومداخل البلدة القديمة في مدينة القدس، ونصبوا الحواجز وشلوا حركة المواطنين المقدسيين من أجل الاحتفال بأعيادهم، وقد توجهت للبلدة القديمة من أجل تغطية هذه الأحداث واتخذت مكانا بعيداً من أجل التغطية وأثناء قيامي بالتصوير قام أحد رجال الشرطة بوضع يده على عدسة الكاميرا بهدف عرقلة عملي ومنعي من التصوير، وحتى عندما انتقلت لباب المجلس من أجل تصوير النساء المقدسيات ونساء جئن من مناطق الـ 48 للانضمام للنساء المرابطات في ساحات المسجد الأقصى لحقني عدد كبير من جنود وحدة القوات الخاصة  ومنعوني من التصوير كما هددوني بالاعتقال.. لقد كان الاستهداف واضحا لي كوني صحفية".

وافاد الصحفي أحمد جلاجل مركز مدى: "أثناء تغطيتي منع المصلين والنساء المرابطات من دخول المسجد الأقصى في منطقة الواد داخل أسوار البلدة القديمة في هذا اليوم (24/9) تم دفعي ودفع كاميرا التصوير الخاصة بي كما طلب الجندي مني أن أتوقف عن التصوير إلا أنني لم أمتثل لطلبه وواصلت التغطية. وقد تعرضت اثر ذلك للاعتداء بالضرب حيث ضربني جندي على صدري ومسكني من رقبتي وقام بضربي بالبسطار على ساقي اليسرى بشكل قوي جدا وتلقيت العلاج الميداني من قبل الشباب المتواجدين في المكان ولا زلت حتى الآن أتألم جراء ما حصل" (اخذت الافادة منه في اليوم التالي لوقوع الاعتداء).

 

 (29/9) استدعت المخابرات الفلسطينية الصحفي الحر، ورئيس التحرير السابق لصحيفة "منبر الاصلاح" يزيد احمد محمود خضر (50 عاما) وهو من بلدة دير الغصون بمحافظة طولكرم وحققت معه واعتقلته نحو 24 ساعة حيث افاد خضر مركز مدى: "تلقيت استدعاء بواسطة اتصال هاتفي من مخابرات مدينة طولكرم يقضي بضرورة حضوري في اليوم التالي للمقر، وقد توجهت لمقر المخابرات الفلسطينية في اليوم التالي أي بتاريخ 30/9 وهناك خضعت للتحقيق لمدة لا تتجاوز ساعة واحدة حول الفعاليات الوطنية والشعبية التي أشارك فيها وخصوصا المسيرات المنظمة من قبل حماس، ورغم أن فترة التحقيق كانت قصيرة جدا إلا أنني قضيت تلك الليلة هناك (تم احتجازي) ليتم الإفراج عني في اليوم التالي دون تحديد موعد آخر للعودة (لمراجعة المخابرات)".

 

 

 

                      

مصور وكالة الأنباء الفرنسية حازم بدر يتلقى العلاج " بعدسة مأمون وزوز"